بثت فضائية "اليمن"قبل أيام وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي أقامته مؤخراً رابطة الأدب الإسلامي العالمية عن "علي أحمد باكثير"رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر وعميد الرواية والمسرح الإسلامي والقامة الأدبية الشامخة.
المؤتمر الذي أقيم في القاهرة وبالتعاون مع الاتحاد الاليمني يهاجر فيبدع .. باكثير أنموذجا ًعام للأدباء والكتاب العرب وحضره نخبة من المثقفين العرب وبحضور إعلامي كبير يشكل قيمة نادرة من قيم الوفاء والعرفان لأديب بحجم باكثير الذي كتب عن القضية الفلسطينية وحدها أكثر من خمسين مسرحية، ناهيك عن "ملحمة عمر" الذي تفرغ لها حوالي عامين و"وإسلاماه"، و"الثائر الأحمر" و"قلب شجاع" وغيرها من الروائع الأدبية، فبعد واحد وأربعين عاماً على وفاة باكثير ها هو يكرم ويعاد طبع أعماله وبرعاية وزارة الثقافة المصرية، وهذا إنجاز كبير ويثبت حقيقة أزلية وهي البقاء للأصلح وما ينفع الناس.
تكريم " حُميد " لفته رائعة
ولعل من اللفتات التي تحسب لإدارة المؤتمر تكريمها للكاتب والباحث الدكتور محمد أبو بكر حميد الذي أمضى سنوات من البحث في أدب باكثير فألف كتابين عن باكثير ونشر عشرات المقالات عن هذا العلم العملاق وأخرج عشرات القصائد والأعمال الإبداعية التي لم ترى النور من أدب باكثير وحققها وطبعها ونشرها وهو للعلم غير يمني ولا يوجد باحث يمني كتب عن باكثير وأدبه كما كتب هذا الباحث بإستثناء الدكتور عبد العزيز اغلمقالح الذي ألف عنه كتابً بعنوان ( باكثير .. رائد التجديد في الشعر العربي المعاصر ) والخلاصة أننا نحن أبناء اليمن مقصرون في حق هذا الرائد العلم الذي يفتخر به غيرنا ونتجاهله نحن للأسف الشديد فالشكر كل الشكر للدكتور حميد وللدكتور المقالح .
اليمني يبدع في الخارج
ربما يقودنا الحديث عن باكثير بمناسبة هذا المؤتمر إلى الحديث عن أعلام اليمن الذي نبغوا في بلاد الغربة وما أكثرهم وإني لأتساءل في هذا المقام: لو لم يهاجر باكثير وبقى في حضرموت فهل سيبدع كما أبدع في مصر ؟! وهل سيعرفه الناس؟! وهل سيكتب تلك الروائع الخالدة ؟!
والخلاصة أن اليمني مبدع في الخارج "مجعوث" في الداخل تطارده الهموم والحراف والمقوت وصاحب البقالة والمؤجر وهذا كله بسبب الظروف الإقتصاديه التي تعيشها البلاد والتي"تصعب على الكافر" والتي جعلت البلاد مجرد محطة للعبور " ترانزيت " لشعب مسجل في كشوف السفارات فأبناء هذه البلاد التي كانت توصف بالسعيدة قد تفرقوا أيدي سبأ وتوزعتهم المنافي بحثا عن حياة بلا كوابيس يقضة كتلك التي نعيشها نحن هنا ونسأل الله ان يجعلها تمحيص لذنوبنا آمين .
وقد يأتي باحث ويفلسف الأمر وهو واضح ويعدد والأسباب والعوامل وهي واحدة ويكتب الإحصائيات عن خسائر البلد من هجرة أبناءه سواء كانوا كفاءات وكوادر أم مشاريع كوادر وكفاءات تبحث عن من يؤهلها ويريها الطريق وهذا لعمري لن يضيف شيئاً ولن يحرك ساكنا ً لسلطة لم تعد تستحي أو تخجل أو يحرجها وازع ويؤنبها ضمير رفعت الأقلام وجفت الصحف.
ملحق "الثورة الثقافي" عن باكثير
ملحق الثورة الثقافي يتحفنا بين الحين و الآخر بأعداد متميزة منه وكان عدد اليوم الإثنين مخصصا عن باكثير وبزيادة في الأوراق وتفنن في الإخراج كما احتوى على تغطية للمؤتمر ونشر بعض أوراقه وبعص الصور التي أنفرد بها عن باكثير والتي لم تنشر منة قبل فشكرا للقائمين عليه وكذلك الشكر موصول لكل الصحف والمواقع التي كتبت عن هذه الفعالية وغطتها.
مخضرية الفضائية !!
ورغم حضور وزير الإعلام اليمني، وهو الأمر الذي ضمن بث بعض وقائع المؤتمر وإن كانت طريقة البث تفتقر لأبسط معايير العمل الإعلامي أو الأخلاقي، ففيما بثت وقائع الجلسة حرفياً ثم بعدها أكمل البث كتقرير ثم أعيد البث ثم تم قطعه في منتصف كلمة الأديب والشاعر فاروق شوشه، حتى دون تركه يكمل الجملة التي قالها والتي بقيت مقطوعة، ليتم بث مسلسل بعد ذلك، وهذه اللخبطة والهوشلية تقتل العمل الإعلامي، فرغم حضور وزير الإعلام تم "عصد" وقائع الجلسة عصيدة، وأتساءل: إذا لم يكن وزير الإعلام حاضراً، فهل ستبثه الفضائية أم لا؟!
دعوة لإدارة فضائية اليمن
وفي هذا المقام ندعو القائمين على فضائية اليمن لإقامة دورة تأهيلية لكادر الفضائية حتى يفقهوا أبجديات العمل الإعلامي، وهذا علشان بعض الأجانب الذين يشاهدون هذه الفضائية من باب التندر، أما في الداخل فلا أحد يشاهدها سوى قلة لا حكم لها، كما ننصحهم باستيراد حراس صينيين علشان بالطوهات المذيعات وحقائبهن، وكفاية فضايح.